Translate

هيييييييييييييه النور جه



هيييييييييه النور جه

هيييييييييه النور قطع .... أصلا عادي .... دة بقا طقس يومي و احنا متعودين على كدة و كمان احنا بنبقا في الغالب عارفين معاد النور لما بيقطع و معاد النور لما ييجي .. شوفتوا الجبروت ؟؟ احنا شعب متفرد بالمعجزات من بداية الخليقة
انا فاكر زمان في الثمانينات كدة كنت بخاف زيي زي باقي الاطفال لما النور كان بيقطع و بفرح اوي لما النور كان بييجي و كنت بقول " هييييييييييه النور جه .. النور جه "
بس دلوقتي محدش بقا يقول " هيييييه النور جه " لان اصلاً العيال الصغيرين أخدوا على كدة و ما بقتش حاجة غريبة ان النور يقطع و لا حاجة تستاهل الفرحة بهبل ان النور ييجي ... عادي كدة زي ما تخش تنام و بعدين تصحى ... عادي ... حاجة بتحصل كدة كل يوم .. بس الخوف بقا لتبقا ادمان و اليوم اللي ما يقطعوش فيه النور تروح تسأل في شركة الكهربا اذا كان الموظفين صاحيين و لا نايمين .. أصل معاد قطع النور جه و لسه الكهربا شغالة يا جماعة
انا ساعات بشفق على العيال الصغيرين بتوع اليومين دول.....عاشوا و هما صغيرين ما بين حاجات و كلمات و عبارات كبيرة عليهم و انا متخيل ان انا لو في مكانهم كنت هقول " ايه الهم دة " ؟؟
اصل برضه تخيل انت و انت صغير سن  خمس ست سنين كدة و عمال تسمع " انفجارات , انتخابات , دستور , اخوان , اشتباكات " دة بقا لو انت مانع عيالك انهم يتفرجوا على التليفزيون و يشوفوا المناظر المؤسفة اللي بتعرضها القنوات الاخبارية و المشاجرات اللي على الهوا كمان
دة بقا زمن العجايب
انا مثلا و انت كمان كنا بنسمع طشاش كدة عن مش عارف ايه حصل في الجزائر و مش عارف ايه كدة حصل في ايران و كان ايه بقا .. مرة في الاسبوع كدة و يمكن اكون نايم الساعة تسعة علشان المدرسة الصبح و بكدة اكون ما سمعتش اي اخبار من أصله
و كانوا هما قناتين اخوات " الاولى و الثانية " و غير كدة ماتلاقيش
و اقصي حاجة كنت بستناها و انا عيل صغير هي سينما الاطفال بتاع ماما عفاف اللي كان بييجي يوم الجمعة و كنت بحب اوي حلقة توم و جيري اللي كانت بتيجي في البرنامج دة بس ما كنتش بفهم فيها حاجة لانها اصلا ما كانتش بتكمل و ما تسألنيش ليه ما كانوش بيكملوها ... اهو غلاسة كدة
دة احنا كنا عيال غلابة اوي يا خال
و لذلك و في ظل هذا الزخم من الأحداث و القنوات و الإنفعالات و العبارات و المشاهدات   لابد أن نتذكر حقاً و بشدة أن هؤلاء الأطفال هم شباب هذه الأمة و وقود هذا القُطر و مُلاك مقدّرات و مكتسبات هذه البلاد  و من أجل هذا وجب علينا أن نجعلهم يعيشون فترة طفولتهم بالطريقة السوية الخالية من التوترات و الإزعاجات قدر الإمكان و ألا نجعلهم يعتقدون أن السلبيات شيء طبيعي و يجب الـتأقلم عليها
اهمس لإبنك في أذنه أن مصر سوف تكون في مصاف الدول العظمى يوماً ما و السلبيات الموجودة الأن مصيرها إلى الزوال وأن هذا ليس هو الطبيعي و ربّما يكون ابنك هذا هو من سيتسبب في انجاز ما لم نستطعه نحن في السالف .. فلربما كان ابنك كصلاح الدين الأيوبي أو كــمانديللا و كـــمارتن لوثر كينج

فمن فضلك  ... ازرع في ولدك الآن تحصده هذه البلاد في المستقبل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق