Translate

اثبت مكانك



اثبت مكانك

اثبت مكانك.. هذا هو النداء الذي تعلمناه في القوات المسلحة في الفترة التي تم تجنيدنا فيها إجبارياً بعد إتمام الدراسة الجامعية. حين يشك الجندي في شئ ما قادم وهو لا يستطيع بحال تحديد هوية هذا القادم فإنه يصرخ بهذا الأمر.. اثبت مكانك وإلا يكن الإجراء التالي هو الضـرب في المليان.

حين خُطف الجندي الإسرائيلي شاليط- قامت الدنيا ولم تقعد وتولت الفرق الإسرائيلية البحث عن هذا الجندي المختطف، ولم تعثر عليه أيا من هذه الفرق أبداً. في ذلك الوقت تشدقت أفواهنا بقدرة الخلايا الفلسطينية على اختطاف الجنود الإسرائيلين.. هؤلاء الجنود المدربين أحسن تدريب على حد قول الإسرائيليين أنفسهم.

ومع الوقت لم يعثر الإسرائيليون على ذلك الجندي المختطف ولجئوا للمفاوضات لإطلاق سراحه، وتمت الصفقة بوساطة مصرية وتم الإفراج عنه مقابل الإفراج عن المئات من المعتقلين الفلسطينيين.

نحن الآن نعيش مأساة مصرية جديدة تضاف لمآسينا اليومية، ألا وهي اختطاف جنود مصريين يحرسون الحدود المصرية.. أليس هذا مؤسفاً؟ جيش طويل عريض يقتل منه ستة عشر مجنداً منذ عام ولم يُعـرَف إلى الآن مَن الجاني. ثم يخطف من أفراده أربعة مجندين -ليس واحداً بل أربعة- و ثلاثة من رجال الشرطة المدنية.
أليس من حق الدول أن تضحك علينا؟ أين أصبحت هيبة الجيش المصري مُحطِّم خط بارليف ومحرر سيناء؟

نحن لا نتفاوض مع الإرهابيين.. هذه الجملة أعجبتني جدا، سمعتها مرتين، جاءت على لسان جورج بوش الابن مرة ومرة أخرى على لسان أوباما.
نعم، فحين تبدأ الدولة في التفاوض فهي بذلك تخلق لنفسها ذراعا يصبح مطمعا لكل آثم يرغب في ليّه. فعندما يدرك الأعداء كم كنت قويا عندما اقتربوا منك لأول مرة لن يتكرر منهم مثل هذا الفعل أبدا.


أما الآن ونحن بصدد هذه المشكلة المعقدة (مشكلة اختطاف المجندين).. نطلب من المسئولين عن هذه البلد أن يعيدوا لنا هيبتنا، هيبة جيشنا العظيم وهيبة دولتنا المجيدة. ولا تفاوض مع الإرهابيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق