Translate

سندريللا



سندريللا


رحمة الله عليه .. د. إبراهيم الفقي , سمعته مرة يتحدث في التلفاز قائلاً : في المغناطيس الأقطاب المتشابهة تتنافر والأقطاب المختلفة تتجاذب و لكن على العكس و الكلام ما زال للدكتور الفقي , في حياة البشر وعلاقاتهم فيما بينهم الشخصيات المتشابهة تتجاذب بينما الشخصيات المختلفة تتنافـر .
هذه الكلمات طُبعت في ذهني منذ المرة الأولى لسماعي لها و لا أعرف لنسيانها طريق.. ولكن اترك هذا جانباً الآن.. فسوف نحتاجه بعد قليل.
سندريللا.. تلك البنت الجميلة اللطيفة التي كان الحظ حليفها عندما قرر الأمير أخيراً الزواج من فتاة من داخل المملكة .
العالم كله يعـرف من هي سندريللا وكيف صبرت على إيذاء زوجة أبيها مستعينة على ذلك بقوة الأمل في الغد الأفضل, فـ مغزى هذه القصة أن يتعلق المرء بالأمل ولو في أحلك الظروف وأشدها.
في هذا المقال سأتعرض لأشياء من داخل القصة بوجهة نظر مختلفة بعض الشئ و أرجو أن تكون رحب الصدر بما يكفي .
تذكر معي هذا المشهد عندما دخلت سندريللا إلى القاعة المقام بداخلها الحفل وهي في أبهى صورها, فجأة وقع عليها بصر الأمير, وجدها إمرأة ساحرة شديدة الجمال, أليس كذلك ؟
لقد أعجبته.. ليس هناك من شك في هذا, وأتوقع لو أنك انت بشحمك ولحمك كنت هناك لأعجبتك أنت أيضاً , ولكن إسمحلي أن أسألك ... هل أحبها الأمير ؟ أم فقط اعجبته ؟
فإذا أجبت بنعم هو أحبها... فسوف أسألك.. ماذا أحب فيها ؟ طريقة تصفيفها لشعرها أم فستانها أم يا ترى عيونها الواسعة؟ كل هذه يا صديقي مجرد إعجابات فقط .
طيب تعال نتقدم قليلاً في القصة . الأمير دعاها لكى ترقص معه وطبعاً ومن المؤكد أنهما تبادلا أطراف الحديث... هل أعجبه صوتها الناعم ؟ أم طريقة كلامها ؟
انتظر ... هو حتى لم يعرف في هذه اللحظة ولا في اللحظات التي تليها ان اسمها هو سندريللا , والدليل على ذلك أنه في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً عندما هربت سندريللا من القصر لئلا ينتهي السحر وينكشف الأمر وتركت وراءها فردة الحذاء المشهورة بعث الأمير يبحث عن صاحبة الحذاء ولم يبحث عن فتاة تدعى سندريللا .. أليس كذلك ؟
أراك الآن تومئ برأسك.. أأقنعتك؟ أم أنك كنت تعرف ذلك منذ البداية؟
سؤالي لك الآن: هل ما حدث بينها و بين الأمير يمكن أن نسميه حباً؟
تعال لنعد إلى ما قاله الدكتور ابراهيم الفقي والذي سطرته لك في أول المقال .. الشخصيات المتشابهة تتجاذب و الشخصيات المتنافرة تتباعد .
هل سندريللا والأمير قطبين متشابهين؟ هل الوقت الذي رقصا فيه سويا كان كافياً ليعرفا أنهما قطبين متشابهين؟ لاحظ أنه لم يعرف حتى اسمها .
طيب هل هي أحبته أم لا ؟ وماذا أحببت فيه ؟
أنا أرى أنه مازال في حدود الاعجاب ليس إلاّ.. و إلا فماذا ترى أنت؟
اترك هذه القصة وتعال نخـرج سوياً لأرض الواقع في مصر وفي بلدان كثيرة و دعنا نترك الخيال لأصحابه.. ألم تسمع يوماً عن ذلك الثري العربي الذي جاء من بلده ليتزوج سيدة مصـرية لأنه عندما رآها أعجبته ؟
ألم تسمع عن عروس في مطار القاهرة مـرتدية فستان عرسها مسافرةً لعريسها في البلد الفلانيه وهي لم تره و لم يراها إلا في صور ؟
أليس هؤلاء مثل سندريللا ... عانين من ويلات الحياة وربما أيضاً من زوجة الأب أو من ظروف قاسية ورأين أن تلك هي فرصة النجاة التي ربما لن تأتي مجدداً ؟
أليس ذلك الثري العـربي وذلك العـريس المنتظر في البلد الفلانية كمثل ذلك الأمير الذي رأى فتاة فأعجبته فقرر أن يتزوجها ؟
شأذلك يُدعى حباً؟ وأرجوك قل لي أين هي قيمة المرأة في كل هذا؟ أهي سلعة تُباع و تُشترى؟ أم ماذا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق