جلست مع صديق لي في إحدى المقاهي المنتشرة على كورنيش مدينة الأسكندرية الجميلة دوماً في محطة الرمل و كنت قد تلقيت إتصالاً منه طالباً مني أن أجلس معه ليستشيرني في موضوع مهم , على حد قوله .
إلتقيته اخيراً و تجاذبنا اطراف الحديث لما يقرب من الساعتين ثم سالته ما
هو الموضوع الذي يشغل بالك , و طلبت رأيي
فيه ؟
فرد علىّ و الحيرة تملأ عينيه الضيقتين : أمامي عقدين عمل أحدهما في ليبيا
و الآخر في اليمن و أنا بصراحة تامة أفضل الذهاب لليمن لأنها ( أحسن الوحشين ) على
حد تعبيره – فما رأيك أنت ؟
و لمّا أردت الإجابة بادر هو بالكلام عن مساوئ الذهاب لليبيا و المعاملة
السيئة التي يلقاها المصريون هناك و المضايقات المستمرة لهم .
و بدأ يتحدث عن اليمن قائلاً أن اليمن أفضل من ليبيا بالرغم من عدم توافر
الأمن و اعتلالها بعد الثورة إلا انها ما تزال الأفضل .
نظرت إليه و قلت : رأيي ألا تذهب إلى ليبيا و لا إلى اليمن و لا تجعل مبررك
في السفر لليمن أنها أحسن الوحشين فإن كنت راغباً في السفر فاذهب لأفضل دولة يمكن
السفر إليها إذهب إلى قطر أو الكويت أو السعودية – مستشهداً بالمثل القائل ( إن
عشقت اعشق قمر ) .
و بعدما افترقنا بساعات طوال جال في ذهني هذا اللقاء و فكرت ملياً في تعبير
صديقي ( أحسن الوحشين )
فمنّا الكثير في مصر المحروسة ينتهج هذه الطريقة في التفكير .
أعرف زميلاً لي إلتحق بكليته لانها أحسن الوحشين .
و زميلة أخرى تزوجت من العريس الطارق لبابها لأنه أحسن الوحشين .
و معظمنا إختار رئيساً للجمهورية لأنه أحسن الوحشين .
أنا أكن كل الإحترام لمن إختار السيد الدكتور محمد مرسي لأنه اعتقد أنه
الرجل المناسب لمثل هذا المنصب و أيضاً أكن كل الإحترام لكل من إختار الفريق أحمد
شفيق لأنه إعتقد أنه أيضاً أنه رجلاُ مناسباً لمثل هذا المنصب .
و لكن من اختار الرئيس محمد مرسي أو الفريق أحمد شفيق لأنه أحسن الوحشين
ياليته لم يخرج ليدلو بدلوه في الانتخابات .
فلابد ان تكون مقتنعاً باختياراتك و بأنها الأفضل على الإطلاق و أن تلك
الإختيارات هي المناسبة في مثل هذه المواقف .
و اعلم أن الإنتخابات البرلمانية مهما طال أمد تأجيلها فهي قادمةً يوماً ما
, و أريدك حينها أن تتذكر قراءتك لهذا المقال حين تذهب لتختار مرشحك .
لابد أن تختار من انت مقتنع به تماماً و تتوسم فيه الخير لمصر و للدائرة
الإنتخابية و تجده أهلاً لهذا المنصب, كي لا تجلب وبالاً على مصرنا و على أهل
دائرتك و من فضلك لا تخرج من بيتك لأجل فقط أن تختار أحسن الوحشين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق